قصيدة “آخـر عـمـر لـطـيـور”

About This Project

قفص

 

( آخـر عـمـر لـطـيـور )

كان عندي طير
من اللي سخّره ربي
يقول وينطق الكلمه
طليقٍ كان يتمشٌى على كيفه
متى ما حبْ يدخل بْـعشّه
ومتى ما حبْ كان يطير ..
كثير يحط على كتفي
عزيزٍ كان يتربٌـى
ويتربّع وسط قلبي .
* * *
كلما أريد اخرج يودّعني
وكلما أجي للبيت يفرح بي
يهلٌي بي : ” مرحباً أهلاً ” .
إذا جا الليل يحترم صمتي
ولا يحچي .. كأن يدري
لآخر الليل إني ساهر ٍوحدي
وكلما يمر الوقت وانا ساهر
يقولي : ” قوم يالله نام ”
واقوله : احترم نفسك وظل ساكت ..
حتى ينتهي شغلي
يظل صامت ويتحكك
وبعد شوي
يقوللي : ” ما بقى لك ليل ”
وانا أعجب وأستغرب
وقول : يا ربي سبحانك
كيف هذا الطير يعرف
إن هذا ليل والأنوار من حوله
وان الليل راح ينتهي ويخلص .
* * *
عجيب هذا الولـع
بيني وبين الطير ..
حسبته واحد مْن اهلي .
* * *
ظل الطير عايش عندنا من سنين
كبر .. تقدم في العمر ..
شاخ وتعب .. صار مهموم
كثرت عليه أمراض
قليل يقول لي : مشتاق
قليل يصفّر .. يغني
وكل البيت له موحش
يظل ساكت ، وأولادي يناغونه
يقول لي الطبيب اللي يداوي
طيري المهموم :
هذا الطير ما فيه شي
ما في أي مرض باين لحد الحين
ترى طيرك وصل آخر عمر لطيور
ترى يا شيخ ، قَـوْ عزمك .. قَـوْ عزمك
واقبل حقيقة الموت
طيرك في العيادة عندنا ودّع
توفّى ويا عجب ..
مسكين كان يقول :
عزيزي وين ؟

 

علي عبدالله خليفة
23 مـايـو 2019

Category
مقالات صحفية
Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
YouTube
Instagram
Facebook
Twitter